شاعر ومشاعر

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
شاعر ومشاعر

كلماتنا قنينة ومدادها مشاعرنا


    الراحلون دائما وحدهم يرحلون ....

    Ozlim
    Ozlim
    Admin


    المساهمات : 2094
    تاريخ التسجيل : 27/09/2015
    العمر : 63

    الراحلون دائما وحدهم يرحلون .... Empty الراحلون دائما وحدهم يرحلون ....

    مُساهمة من طرف Ozlim الأحد نوفمبر 05, 2023 2:28 am

    عندما تيقن النفس أنها على شفا حفرة الموت ، ويرى أنه قد دنا أجله بمجريات احداث في واقعه ، وفي رؤآه ،تصبح الحياة في عينيه ضئيلة بكل ما تحمله الكلمة من معنى ، ينظر هنا وهناك نظرة المودع وليس نظرة الآمل الطامع في مزيد من الأيام أو الأشياء أو الأحلام والأمنيات ، قد يراه الناس يائسا بائسا وهن التمنى والرجاء  ، لكنه لا يستطيع أن يشرح لهم ما في قد حاك في صدره،  وما قد خشيه من مجهول ينتظره ، وما تتسارع الأيام في نفسه لتقابله بما هو آت ، وقريب دائما كل ما هو آت مهما قيل بعيدا أو مهما بدا لغيره بعيد ، إن الزهد في المطالب والحاجات يصبح السمة الوحيدة لتلك المرحلة التي لا يفعل بها شيء سوى الإنتظار ، أإنتظاره لركب الراحلين الذي قد أدرك اقتراب موعدهم ، فيبقى كل ما يسيطر عليه هو الرحلة وكيفية الولوج في أول منازلها،  وكلما استفاق لبضعة دقائق يعود فيلتفت إلى ما خلف من وراءه من أفعال متمثلة في كم الخير والشر الذي خاض بحرهما ، والحسنات والسيئات ومظالم الناس والنفس معا ، ينظر لكل من حوله لأحبابه لأصحابه لأقرباؤه  ، لكل من عرفهم وكانت له معهم ذكرى ، يريد أن يصل الجميع ويعتذر عما خلفت مبادراته سواء كان يدري بها لو لا يدري ، لا يريد معادة  أحد بل على العكس يريد احتضان الجميع مودعا لهم ومحاولا أن يشبع رورحه من ذاك الحب الذي طالما عاش في قلبه عمرا  ، لا يلتفت لأذيةمن آذاه ولا لحجم خسائره بذلك الآذي في نفسه وفي عمره ، إنه ليتسامح مع الجميع محسنهم وسيئهم ولا يذكر سوى أجمل الذكريات قلت أو كثرت ، إنه يمنليء بالسلام والهدوء والشرود الدائم الغير منقطع إلا من استفاقات طفيفة ، يريد أن يخبر العالم ولا يتمكن من ذلك قد يلاحظ عليه أشياء وتغيرت ولا يأتي ببال أحد مهما كان مقربا أن يشعر بما لم يدري هو شخصيا بكيفية التعبير عنه .. إن ما يعنيه هو شيء واحد برغم صعوبة الإفصاح عنه فإنه سيبدو بعد قليل جلي للناظر والمتغافل  ، وكأنه كان يقول  ، إني راحل فاجعلوا لي مساحة مختلفة من الحياة التي لطالما أقحمتموني في مسايرتها ، دعوني بلطف أودعكم ، ولم يدرك مثل هذا إلا بعد فوات الأوان   ، فيقولون كان يقول كذا كان يقصد كذا وكذا ، ليتنا فهمنا أو خطر لنا على بال !! كانت إحدى انتباهاتي على مر العمر ، ألا أقول ياليتني، كنت أخشى وأخاف ساعة الندم العظيم ،وقد اقول ياليتني كلما أنتبهت
     لتفريطي ، فياليتني لم أضع ساعة واحدة من عمري في غفلة ، فالراحلون دائما وحدهم يعلمون ووحدهم يرحلون ..

      الوقت/التاريخ الآن هو السبت مايو 11, 2024 10:47 am