الرئيسية
الإنسان الذي وضع منهج تعليمي ، وتدرج به وزاد عليه ، وارتفع بمستواه خطوة خطوة بإضافة كل ما توصل إليه العقل البشري ، وبما يليق مع مستوى استيعابه تدرجا في الصعوبة والتعقيد ، لم ينكر على ذاته مشروعية النقل عن الأولين والزيادة التدريجية بما يتناسب مع نضج البشرية ومدى سهولة استيعابها عبر الأزمنة المتباينة ، للأسف الشديد هو نفس الإنسان الذي ينكر على الله تدرج التنزيل عقب الحقب الزمنية المتتالية، في الكتب السماوية المختلفة عبر الرسل ، ليذكر الناس على فترة من الرسل ، ويكون المنهج والتشريع فيهم هو نفسه سواء مضافا إليه بعض التشريعات أو محذوفا منه بعضها الأخر بما يناسب كل حقبة زمنية يعيش فيها الناس بعقول أنضج فأنضج ونفوس أكثر استيعابا ، ومن الطبيعي أن تأخذ كل ديانة من التي تليها لأنه رب واحد وقوله واحد وقد أراد أن يصل إلى البشرية جميعها علما واحدا على مر الأمم ، وبعيدا عن تحريف البشر للكتب المنزلة والتي أخبر بها رب العالمين ، والتي تتضح لكل من يتعرض لمقارنة الاديان ليجد أن هناك الكثير متشابه لمصدقية التنزيل ، وهناك أيضا المختلف والذي لا يقبله عقل عاقل لا يريد الا الحق دون محاباة ، وبالنهاية وقبل قيام الساعة جمعهم في كتاب واحد ادعى الجهلاء انه اخذ عن غيره أو نقل منهم ، وهو الحق وإلزام على من نزله أن يكون قوله للناس واحد وتشريعه واحد ينفي ويثبت كما يشاء بعلم وحكمة لعقول خلقها هو ويعلم كيف تتلقى ومتى تستوعب ، ويقولون نقل مما كان قبله ، وهو الطبيعي لانه كلام إله واحد لابد من عدم الإختلاف إلا أن المحرفون لم يتوروعوا عن ذلك . فكيف تفهم تلك العقول ، التي تمتليء بالحقد على ربها وإلاهها وأنبيائها ، كيف يفسرون جهلهم وتعنتهم ، لا أعلم كيف يحقد مخلوق على خالقه ويظهره بتلك البشاعة، ويدعي محبة الناس الذين هم مثله مخلوقون، والأولى بالمحبة خالقهم الذي آنسهم ببعضهم البعض ، ومنه هو وحده الحب والمحبة وكل معاني الرحمة والحنان والجمال .. ينكرون على الله ما يستعظمونه من فعالهم، ونسوا أنهم خلفاء لن يفعلوا إلا ما استمدوه من مليكهم وكا تعلموه منه ، ونسبوا لأنفسهم الذكاء والقيمة واستهزؤا بمدد لولا الله ما علموه وما توصلوا له ، إنني أشفق عليهم بما علمته من ربي وما علمنيه، وأكاد أجزم أنهم ليسوا إلا مجموعة من المرضى النفسين الحاقدين على الله وعلى انبياءه ورسله ، وأنه كما قال سبحانه ( لهم قلوب لا يعقلون بها) أسأل الله لهم من النور ما يريهم قبل فوات الأوان ، فلقد تعبنا في الحياة الدنيا، ولا نستطيع أن نتحمل أن نرث التعب والألم معنا في الحياة الآخرة ، فيارب إن كنت تعلم أن فيهم قلوب طيبة لازال بها شيء من نور أو من تقوى ردهم إليك ردا جميلا وطمئنهم وأمنهم وثبتهم وأريهم الحق كما رأيناه ، والباطل كما نبذناه ، واجعلهم هداة مهتدين يارب العالمين ..
