شاعر ومشاعر

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
شاعر ومشاعر

كلماتنا قنينة ومدادها مشاعرنا


    .إرهاصات .......

    Ozlim
    Ozlim
    Admin


    المساهمات : 2094
    تاريخ التسجيل : 27/09/2015
    العمر : 63

    .إرهاصات ....... Empty .إرهاصات .......

    مُساهمة من طرف Ozlim الأحد يونيو 18, 2023 2:56 am

    لماذا نؤجل أفكارا في رؤسنا ، وأعمالا منوطين بها في
    هذه ؟  أكثر مما أنطنا نحن لأنفسنا ، ونؤثر أفكارا 
    وأعمالا أخرى لا فائدة منها أو فيها ورغم أن الأولى يكمن فيها النجاة ، والخير الكثير لنا عمن هو بديل ، وكلي يقين فيما أعتقد 
    يمر ساخرا بنا الليل والنهار ، يضحك ، ويهزأ بما أمهلنا
    الزمان من عمر قليل ، وسنوات تنزح إلى الزوال 
    وسرعان ما تزول . ومازلنا واقفون على أرصفة
    الإنتظار ، تاركين الطريق ، يلهث وحيدا ، واقفون
    بإنتظار الوهم ، والساعات المستحيلة ، كي تحرك عقاربها 
    لا نخجل من عقول احتوتها رؤسنا ، ليس من سبب
    لتواجدها ، سوى التوجيه ، والنصح وإخلاص الود 
    كلما كنا في حاجة إليه ، وما أكثر إحتياجنا لذلك ،
    والردع والزجر كلما استحققنا ، أو كلما أوشكت أن تهوي بنا الغفلة !!
    كالماء أيامنا كلما تسربت ، لتهرب إلى الماضي ، جف
    ماء من أجسادنا ، وتظل في تسرب وجفاف بين
    الماضي وبيننا ، حتى ساعة الصفر ،
    التي تشير إلى نفاذ كل قطرة ماء سرت بنا 
    فأسرتنا في هذه الحياة ، فنشرنا ، وانتشرنا 
    نفعل ولا نرتعد خشية إفلاس الأماني ، ما قيمة
    الإنتظار ، في درب الضياع ، والفوات !؟ وتلك الحياة
    مستودع الفوات ، وقرار العوج ، وموضع الإنبطاح 
    لكل من يملك وجها ذليلا ، وقلبا عليلا معلق في
    محراب السراب ، وعقلا كليلا مكبلا لا يرقى ،
    لأن يحل عقدة واحدة من أغلال قيوده ،
    ما لذلك الضعف يعتري قواتنا !؟ يهزم عزائمنا 
    يخيفنا فنختبىء خلف أنفسنا ، فلا نشعر بالأمان 
    ونحتال بأتفه الحيل على ضمائرنا لتواصل ، وأيما
    طريق سلكناه ، لن يؤدي إلى غير الحقيقة الأكيدة 
    في هذا العالم المغشي عليه ، حتى تفزعه اليقظة ،
    التي طالما نأى عنها وتكبر ، وأبى إلا التلذذ بالنوم 
    عن كل ما يزعجه ، حتى سحقت جيوش منبهاته ،
    على أرض البوار ، واستعمرته الحماقة ، فمسخ على
    مكانته آلة ، وبقي آية لمن أراد الوعظ والتأمل 
    كلما نظرت بعين المتفقد الفاحص لما يجري من جنون ،
    يرتد إلى النظر فأعود من سطوري الأخيرة ،
    إلى نقطة البدء ، وأبدء زحفا فحبوا ،
    وقياما فسقوطا ، وهكذا أقرأ ساعاتي ،
    حتى وصلت لعقدي الأربعين قبل أربع سنوات 
    والأربعين بعد أربع سنوات فات الكثير في طرفة عين ،
    لكن المقارنة تأبى أن تعقد ، هناك الكثير مما أحاط
    بصري وسمعي وضميري ، لا خلاف أن السنة الواحدة
    تبدل الكثير ، ما بال السنوات الكثر ، أختلف لون الحياة
    كثيرا ، إعتقدت لوهلة أنني وحدي تتغير رؤيتي ،
    و أنها وحدها يتغير شكلها ، لكنني تراجعت عن ذلك
    حين أيقنت أننا معا في تغير مستمر ، وعلمت أن النظر
    القوي في الصغر رؤيته ضعيفة للغاية ، والنظر الضعيف
    في الكبر رؤيتة تثقب الاشياء شيئا فشيء ، وتسألت
    هل الكفيف يرى ما لا يراه المبصر ؟ قد يحدث فمن
    يستمع غالبا ما يعي ، ومن لا يلقي السمع إلا قليلا فمن
    أين سيأتيه الإنتباه ، وغالبا ما يجدي النظر وحده ،
    آه .. كم نحن أغبياء ، في نفسي جموح ، وتمرد ليس فهل
    خلقت في زمن غير هذا من قبل ؟! والآن أجد ما
    عملت يحضر أمامي ، أحيانا أنفصل عن العالم فأنظر
    نظرة مجزئة لملامح الناس ، فأرى من الشخص أذن
    فقط أو عين متحركة فقط ، وأضع في مخيلتي كل
    جزء متباعد عن صاحبه مع مراعاة الأماكن على نحو مرتبط
    ويحدث أن أتفاجأ بما ليس هو متوقع ، أشعر بغربة ذلك الكائن ،
    وتتلاشى فكرة أن الناظر يكافيء المنظور في الصورة
    والهيئة ، والصفات ، وأصغي فإذا بسؤال ، من أنا !؟
    ومن هؤلاء !؟ وربما هؤلاء أقرب العالم إلي ،،
    فلا يحاسبني أحد ،،
    ودعوني الآن في لحظة إنفصال مجنون .
    مغرورون ! وصغار جدا نحن ، حين ننسى ، حين نكذب
    ونكذب على أنفسنا ، وأعرف الآن لما أمثال الذر
    سيحشر المتكبرون ، وكيف للذر أن يتكبر في ملكوت
    كهذا ، ومالك الأملاك ينذر بغاشية من العذاب ، أيجترأ
    الزهو لهذا الحد .. يهذي الباطل أحيانا بوجه الحقيقة ،
    ويعبث غالبا بها ، لا ضمير للباطل ، لكنه الهذيان ،
    أحلامي مغرر بها ، وتريد عيناي أن تتفتح ..
    أتجرد حينا من الهوا ومن ذاتي أحيانا ..
    رحلتي تكاد تنتهي ، أوشكت إقامتي النفاذ ..
    والعلاقة الوثيقة بين الرقاد ، والتحليق تزداد..
    يوما بعد يوم ترابطا واتضاحا ، وأعد الحقائق في
    الحقائب ، وأربط متاع الوداع ، عابر جلست في ركن
    من الدنيا ، مررت على صور كثيرة ، مشوهة كل الصور ،
    إلا التي حملت عبر ، وهناك فجر بعد لم يؤذن ، كذلك
    أنتظر ، جميلة بحق هذه الدنيا ، سوى أنها لا تبقى ولا
    تذر ، لذلك أنتظر ، وليت أستطيع بديل أنتظر .
    معونة الفصول والسنين منتك، إن ترض ياإلهي ،

    قد نلت جنتك .
    ٣ - ٢٠١٨

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد مايو 12, 2024 12:25 pm