قبل الوداع الأخير ...
إنه خريف 90 الحزين
نشبت في مدينتي فتنة طائفية بين المسيحين ، والمسلمين ، وخرج الجميع في تظاهر ، مسائي تارة وصباحي تارة أخرى ، وكان على الشرطة دوام التدخل لسيادة الأمن والأمان !!! مما دعاهم لإطلاق مسيلات الدموع ، والرصاص المطاطي لتفريق الناس وفض التظاهر ، كان خطيبها الحبيب على موعد مع القدر ! حيث اخترقت قدمه عدة رصاصات في طريقه إليها ، فأسقطته أرضا ، وتسببت بعد الأيام بحتمية بتر إحدى قدميه ، وكانت أسابيع قليلة تفصل ما بين الحادث ، وليلة عرسهما ، فانقلب الأمر رأسا على عقب ، ولم تفكر العروس مليا في مصير زوجها المستقبلي ، النفسي قبل الجسدي ، وهي تعلن بكل جرأة عن طلبها للطلاق منه ، ولو انتظرت أياما عقب البتر ، لطلقها القدر من دون جرحه الثاني والأعمق قبل الوداع الأخير !! حيث أن روحه قد فاضت إلى بارئها عقب العملية الجراحية بأيام قليلة ..