أرجعتني إلى ذكريات عتيقة جدا ، وأخرى حديثة بعض الشيء ، الأولى كانت البوابة الخشبية الضخمة التي ما عدت أراها سوى في لقطات من خيالي ، تلك التي بالفعل ما كان لها سوى ترباس حديدي فقط ، وخلفها الفناءات الثلاث الملحقون بالمنزل ، والذي أحدها وأكبرها كان يتميز ببركة بط وأوز لا تجف ما دامت جدتي حية ترزق ، وقسم أخر يفصله سور عال تمرح فيه الدجاجات بمختلف أنواعها ، وأما القسم الثالث فكان يحوي كلاب المنزل بأطفالهم الصغار ، وبالداخل كانت تعيش القطط الأليفة ، ولا أنسى الباب الذي كان بالمطبخ ، والذي نخرج منه على قسم به درج يؤدي إلى الدور الثاني ، والقسم الأخر المليء بالحمام بأجمل الألوان ، كم كانت حياة جميلة بريئة خالية من كل شيء إلا الوداعة والمودة ، والآن أبحث عن المنزل فلا أجده ، ولا أجد شيئا من ملامحه ، لا الدار هي الدار ولا سكانها بقيوا !!
كانت الأيام الأجمل ، في ذاك العمر الجميل ، حفرت في ملامحي طفولة ما انفكت تتركني ، وما فتئت أتشبث بها كطوق نجاة في خضم ذلك العالم المخيف ، محاولة مني أن أخادع الأيام وأختبيء منها في عباءة الماضي البريء علها تمر غير مبالية بزراعة الشيب في قلبي ، علها تتركني في ربيعي الدائم ، برغم العلل والآلام المتناساه ، برغم العثرات والمأساة ، تمضي ولا أمضي ، وأظل في منطقة الظل فلا شمس المشيب تحرقني ، ولا ظلام الشبيبة ينهكني ، وأبقى كبير بقلب طفل ، وأبقى طفل ذو عقل رزين ، لازال قلبي بكر عذري النبض ، يعشق كالأطفال ، ويصفو كالطير ، ليت الزمان يعود ليته !! آه كم أشتاق لتلك الصور التي لطالما تحركت أمام ناظري قبل أن تعلق صماء ، على جدران ذاكرتي ، ويطال بعضها غبار النسيان ، وبعضها بضبابات أصابت رؤيتها بالشيخوخة ..
أشعر كلما لاحت الذكرى يدفء صدر جدتي الحنون ، كم كان حانيا حين تضمني مستقبلة إياي آتية إليها مع والدي يوم الجمعة اليوم المقدس لزيارة أبي إياها ، كم كنت أعشق اللحظة التي تجالسني فيها وحدي أو أنا واختي بينما يكون والدي منشغلا مع عمتي وأعمامي ، لنطلب منها أن تقص علينا ما ولعتنا به من حواديت وحكايات ، كحكايات أبلة فضيلة ، التي أثرت بها خيالنا ، حيث ننام ونصحو وكل ما يدور في عقولنا صور التقطتها عيون خيالنا من ترجمات آذاننا التي فارقها ذلك الصوت الرقيق النحيل والراقي ، صوت جدتي الحبيبة رحمها الله وأنزل سكينته على روحها الطاهرة ..
أعدك يا جدتي لن أنساك لحظة من عمري ، ولن أنسى أن صاحبة الفضل في نماء كل فضيلة رويتها بي أو زرعتها في ، أو بذرة طيب في نفسي غرستها ، أدعو الله أن يعينني مراجعة القرآن حفظا لآتي ربي يوم القيامة مشيرة إليك بكلتا يدي ها هي من علمتني إياك يا الله فجازها واجرها عني خير الأجر والجزاء ، سألقاك يا حبيبتي في مكان لا يفترق الأحبة فيه ، ولا فقدان يمسهم ..
كانت جميلة ذكريات بي عادت فوق أطلال الخيال وحلقت ..وألف جناح لطيور ذاكرتي خفقت ورفرفت ..
كانت الأيام الأجمل ، في ذاك العمر الجميل ، حفرت في ملامحي طفولة ما انفكت تتركني ، وما فتئت أتشبث بها كطوق نجاة في خضم ذلك العالم المخيف ، محاولة مني أن أخادع الأيام وأختبيء منها في عباءة الماضي البريء علها تمر غير مبالية بزراعة الشيب في قلبي ، علها تتركني في ربيعي الدائم ، برغم العلل والآلام المتناساه ، برغم العثرات والمأساة ، تمضي ولا أمضي ، وأظل في منطقة الظل فلا شمس المشيب تحرقني ، ولا ظلام الشبيبة ينهكني ، وأبقى كبير بقلب طفل ، وأبقى طفل ذو عقل رزين ، لازال قلبي بكر عذري النبض ، يعشق كالأطفال ، ويصفو كالطير ، ليت الزمان يعود ليته !! آه كم أشتاق لتلك الصور التي لطالما تحركت أمام ناظري قبل أن تعلق صماء ، على جدران ذاكرتي ، ويطال بعضها غبار النسيان ، وبعضها بضبابات أصابت رؤيتها بالشيخوخة ..
أشعر كلما لاحت الذكرى يدفء صدر جدتي الحنون ، كم كان حانيا حين تضمني مستقبلة إياي آتية إليها مع والدي يوم الجمعة اليوم المقدس لزيارة أبي إياها ، كم كنت أعشق اللحظة التي تجالسني فيها وحدي أو أنا واختي بينما يكون والدي منشغلا مع عمتي وأعمامي ، لنطلب منها أن تقص علينا ما ولعتنا به من حواديت وحكايات ، كحكايات أبلة فضيلة ، التي أثرت بها خيالنا ، حيث ننام ونصحو وكل ما يدور في عقولنا صور التقطتها عيون خيالنا من ترجمات آذاننا التي فارقها ذلك الصوت الرقيق النحيل والراقي ، صوت جدتي الحبيبة رحمها الله وأنزل سكينته على روحها الطاهرة ..
أعدك يا جدتي لن أنساك لحظة من عمري ، ولن أنسى أن صاحبة الفضل في نماء كل فضيلة رويتها بي أو زرعتها في ، أو بذرة طيب في نفسي غرستها ، أدعو الله أن يعينني مراجعة القرآن حفظا لآتي ربي يوم القيامة مشيرة إليك بكلتا يدي ها هي من علمتني إياك يا الله فجازها واجرها عني خير الأجر والجزاء ، سألقاك يا حبيبتي في مكان لا يفترق الأحبة فيه ، ولا فقدان يمسهم ..
كانت جميلة ذكريات بي عادت فوق أطلال الخيال وحلقت ..وألف جناح لطيور ذاكرتي خفقت ورفرفت ..