الإمتنان يا صديقي ...
الإمتنان يا صديقي ..
أن أنقش الورد في ناظريك وشما ،
كما أحليت لي صبار ضيقي ،
أن أسجد في جفون الليل
مراسلا بعد السماء عنك
بدعوة القلب الأنيق
أن أقسو على ذاتي
إذا كذبت فيك حرفا
وأنت تديم تصديقي
الإمتنان أن يكون إليك قلبي مشرقا
يرتديك في عتم الحلوك
كما كنت قنديلا يضيء بالدجى طريقي
الإمتنان أن أواجه نسم حبك
بحرائر الوفا ، وشذا عهدي الوثيق
أن أطفيء زمهرير اليأس في شتاء عمرك
كما أطفأت نيراني ووحشتي وتوقي
أن أشد على يديك حين يجلدك النهي
كما أوثقت غربتي ،
وأوسعت لي عرض المضيق
الإمتنان :
أن أكتب اسمك في تاريخي وطن
كما وطئت أنت روحي ،
وعبرت في أحياء صدرك مستوطنا
بمدينتك الودود المعبق العتيق
كم احتفيت بطلتي ، وكأنني الأثر العريق
كم حيث ما شاءت عيوني نظرتني
فحيث ما شاءت عيونك
سيشاء لك دوما بريقي
فكم حضرت في غياب
وغبت إذا حضر العتاب
وضممتك في تخيولاتي
أينما كنت يارفيقي
ألا لا نسيان يعرفني ،
حين صرت أنت منقذي
وصرت لديك أنا الغريق
كما امتلأت بي صدرا ،
ملأت بذكريات وصلك صناديقي
الإمتنان يا صديقي
أن أبقى عليك مادامت الأنفاس صاعدة
مادام يجري بالفاه ريقي .