$$$$$$$$$$$$$$$

ذكرتني ،، في السابق ، وتحديدا في المرحلة الثانوية ، كانت لي صديقة أعتبرها أنا نفسي ،  وهي كذلك تعتبرني ، وكان الجميع يدعوننا بالتؤام ، لما بنا من شبه كبير في الملامح وقصات الشعر ، وحتى الملابس كنا نختار معا نفس الذوق من الألوان والموديلات ، دائما كنا متماثلتان في كل شيء ، لا أعلم هل كان ذلك صحيحا تلقائيا ؟ أم تعمدت إحدانا أن تذوب في الأخرى إلى أن بدا التشابه للعيان شكلا ومضمونا !! المهم أن تؤامتي كان لها بعض التصرفات التي ما أحببتها ، فيها وما كانت تتوافق ومبادئي ، فكنت في بعض الأحيان أفضل الإبتعاد عنها والوح بانتهاء صداقتنا ، ودون تفسير للسبب ، وكنت أكلفها عناء التحايل والالحاح علي لأفصح عما بداخلي من أسباب غضبي واسباب القرار ، ويبدو أنني وقتئذ كانت لديا تشنجات عصبية ضد بعض التصرفات الغير لائقة ، وذلك بسبب شدة والدي واتخاذه للحزم والربط والشدة أسلوبا للتربية ، فيبدو لصغير عقلي الذي تخيلته وقتها كبيرا أنني تأثرت ؟! ومن الطبيعي أن أتاثر ودون شك ، وكنت أبتعد عنها أياما وأياما وهي تحاول معرفة ماذا بي ؟ ! ولماذا أنا أتصرف معها هكذا تصرفات دون أي تفسير ؟!  وفي يوم جاءت إلى بيتي ومعها هدية تحاول بهاصلحي وبكت كثيرا لأنها لا تريد إنهاء صداقتنا ، وبالحقيقة أنا كنت أحبها بشدة ، ولا أنوي ذلك فقط كنت أريد أن تكتشف أخطائها وتصلحها دون أن أشير إليها !! أذكر ما قالته لي ، عن ظلمي وتعسفي ، وكيف أفصل منها فجأة ، ولا أذكر لها الأسباب واتركها حائرة بين نارين ، كانت منطقية جدا ، جعلتني أفكر بشيء من المرونة وألم نفسي ، فرجعت عما بداته ، وأفرغت لها ما بصدري ، وما كان منها إلا أن عانقتني ، ووعدتني أنها سشتري بقاء صداقتنا وأخوتنا ، على أن تلغي تماما كل التصرفات التي تزعجني ، وبذلك عدنا وبقوة  ،أكثر حبا وفهما .. وتعلمت من ذلك أن الصمت جيد ، ولكن ليس في كل الاحوال ، فلكل مقام مقال ، وخسارة الناس ليست سهلة ، وان تلك الطريقة التى تعاملت بها معها  ، جعلتها تفكر في أنني لا أريدها في حياتي ، وأقوم باختراع  حجج فقط لأدعم قراري وما أنا عليه ، وتعلمت أن رب كلمة أونصح صادق مباشر من القلب إلى القلب ، قد يفعل أكثر ما يفعله السحر ، واننا جميعا لنا أخطاء واثام ، فلا ننصب أنفسنا محاسبين ، قضاه وجلادين ، ونحن في أمس الحاجة لأن يغفر لنا الله ، ويعطنا آلاف الفرص ، وان الإنسان لأبدو وان يفعل في نفسه تلك الخواص اختصه بهاالله حيث منحه من جميع صفاته  ، وأسماؤه الحسنى ما يؤهله لاستخلافه على أرضه ، فلن يقوم ملك بالتنحي قليلا عن مهامه حتى يختار من بين وزرائه من هو بحكمته وفطنته وكياسته وذكاىه ومن هو أهلا للمكوث المؤقت في تلك المكانة وذلك المكان ، ولله المثل الأعلى .. فالامر يحتاج مرونة عالية وفهم وسعة صدر وتفكير عميق ، فلئن يهدي الله بك قلب واحد  ، وقطيعة الخلق ، وتبديد عشرتهم ليست بتلك السهولة .. وقد مررت ببعض القصص الواقعية التي حدثت لي شخصيا في كبري ، من نفس الجنس وكان الأثر عظيما جدا ، ولولا شعوري بالاطالة لقصصتها عليكم ..
واختم بان أقول كلنا بشر ليس منا ملائكة يمشون على الأرض ولا آلهة ، كلنا يحتاج العفو والمغفرة من الله تعالى ..