شاعر ومشاعر

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
شاعر ومشاعر

كلماتنا قنينة ومدادها مشاعرنا


    التهكم ونتائجه........

    Ozlim
    Ozlim
    Admin


    المساهمات : 2094
    تاريخ التسجيل : 27/09/2015
    العمر : 63

    التهكم ونتائجه........ Empty التهكم ونتائجه........

    مُساهمة من طرف Ozlim الأحد نوفمبر 07, 2021 3:42 am

    ......

    التهكم .. هو من أشد أنواع الكلام أذى للنفس ، وقد ينكس غزل المحبة من بعد قوة ، ويكسر قلب المتهكم عليه ، ويلحق به ضررا نفسيا كبيرا لا يتخيله أحد .. وهو كلمات مخبوءة ضمن كلمات ، قد يستهين قائلها ، أو يستخف بعقل من يوقعها عليه ، إلا أنها غير وضوحها الشديد ، ملموسة ومحسوسة ويصعب أن تطمس أو تتوارى في كلمات أخرى !!
    وأذكر في ذلك قصة لا تنسى ، عن فتاة شابة كانت في التاسعة عشر من عمرها ، كانت تعاني من حساسية مفرطة تؤذها بشدة دون أن تعبر ، أو أن تشعر بها أحدا ..
    قالت :والدمع يفيض فيضا من عينيها كم من الناس ينتزعون برائتنا رويدا رويدا ، ولا يعلمون أي عظيم من السوء يقترفون ،
    وسألتها لم تقولين ذلك ؟؟!
    قالت : كنت أحمل في قلبي حبا عظيما لكل الناس ، لا يتخيله أحد ،
    أوزع حبا وأنثر حبا ، وتتناثر مني المشاعر يمنة ويسرة ،
    لا أكاد أخفيها على الكبير والصغير ..
    ولما تزوجت ، كنت أفعل مع أهل زوجي ما أنا معتادة عليه ، إلا أنني قوبلت بجحود لم ألتقي بمثله أبدا ، جحودا يجمد المشاعر ويغلق القلب ، ويجفف الدمع المتهاطل من فرط الشعور والإحساس !!
    قلت : لم كل ذلك ؟!
    قالت : جلست جلسة صفو مع أخت زوجي , التي تكبرني ب 25 عاما نتحدث ، لنتعرف أكثر ونقترب أكثر ، ويتعود الحب أن يسري بيننا . فقلت لها بكل صدق أجرى دموعا في عيني ، والله إني لأحبك من حديث والدتي عنك ، حيث كانت صديقة والدتها الوحيدة وجارتها ، فنظرت لها بكل جمود وجحود ،
    وقالت : باللهجة العامية المصرية (كله ضحك على الذقون) تقول الفتاة الشابة: فرجعت دمعتي الصادقة من حيث جاءت للوراء حيث قنواتها الدمعية ،وصمتت صمت المكسور خاطره ولم أعقب !! سوى ملامح ذهول ظهرت على وجهي ، مع أول موقف من مواقف الحياة الصادمة ، والتي لم تكن في الحسبان ، وحدثت نفسي ولازال بصري سارح لأسفل حيث قدمي ، لم تقل لي ذلك ؟ !!!! ولم أضحك على ذقنها ؟!!! أنا لم أكن لأحتاج منها شيئا !! ولا لي أهداف من وراء كلماتي !!!! كلها كانت محبة لوجه الله تعالى ، أردت أن أفرح بها وبصدقها كما اعتادت نفسي في بيت أسرتي وجميع عائلتي وأصدقائي والناس جميعا !!!! من دعاها لتقل ذلك ،؟؟!! كسرت حبي ومشاعري الصادقة نحوها !! وهي تعلم أني لا أريد منها أي شيء !!!!
    تهكمت علي الفتاة الشابة ، وسفهت من مشاعرها الغضة البريئة ، وبنت جدارا صادا بينهما ، و بلا أدنى سبب ، ولا أي جرم ارتكبته!!!!
    تقول : قمت من مكاني أجر أقدامي وثقل جسدي ، الذي أثقلته الصدمة ، وأنا أعيد السؤال ألف مرة في نفسي ،
    لم تكسري خاطري وأنا أقول لك كلاما طيبا ليس رديا ؟؟!! لم وأنا لا أريد منك شيء ؟؟! حتى أنها لم تصن عشرة والدتي وصداقتهما !! وقد مر شهرا وأنا لا أنام ، حتى ذهبت لطبيبي طالبة منه علاجا لعدم النوم المستمر والأنهيار العصبي من قلة النوم !!! وقد كانت تنام هي وتضع رأس ضميرها على الوسادة مرتاحا ، كأن لم يفعل شيئا !!! وربما ليومنا هذا ، وبعد مرور عمرا ، هي لازالت لم تعلم بماذا تسببت لانسانة ما كانت تخبرها سوى بالمحبة والمودة الصادقة ..

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين مايو 20, 2024 2:45 am